الأرض تحت الريح
في كتابه الجديد «الأرض تحت الريح» يقود السَّفرُ الكاتبَ «مشعان المشعان» إلى عوالم مدهشة رغبةً في التَّحرُّر من قيود الحجر الصّحيّ الّتي فرضتها جائحة كورونا.
في كتابه المصنَّف ضمن «أدب الرّحلة» يُجيب المشعان عن سؤال: "ما معنى أن نسافر؟"، باحثًا عن سموّ الذّات، وإثراء التّجربة ليس المكانيَّة فحسب، بل تجربة الذّات في امتدادها الزّمنيّ والإدراكيّ والشّعوريّ.
وهو راكدٌ في غرفته يجوب الكاتب، عبر طاقة التّخييل، أماكنَ وأفضيّةً ذات مرجعيّات جغرافيّة واقعيّة، تشحذه مخيّلتُهُ الواسعة عبر مطالعة الكتب المتنوّعة والاستعانة ببعض التّطبيقات الإكترونيّة الحديثة الّتي تتيح له اختيار تجارب سفر سياحيّة «من بعد» في مختلف دول العالم، ليكتشف مدينة «كونداسانغ» الماليزيّة أنهارها وجبالها وغاباتها، وليُعايش رحلةً مختلفةً في مدن جورجيا القديمة، فيتعرَّف قلاعها وطرقاتها، التّراثيّة وأنهارها، ويُنقّب عن خصوصيّتها الثّقافيّة المحلّيّة.
السّفر في «الأرض تحت الريح» زمنيّ نفسيّ يتأرجح بين زمن التّذكّر والاستعادة في الكويت وزمن التّخيّل والانطلاق نحو آفاق مغامرة جديدةٍ في ماليزيا وجورجيا. يستغرق سفر الكاتب عبر تمثّلات الذّات والعالم والمكان والأفكار أربعة فصولٍ تبتدئ بالرّبيع وتنتهي بالشّتاء، متنقّلًا بين ثلاثة مفاهيم: التّماهيّ، والتّجاوز، والتّناغم، مخترقًا الحدود بين المكان المرجعيّ والفضاء المتخيَّل، متجاوزًا المعاني النّهائيَّة، عابرًا دلالات الموت الشّائعة والمغلقة الَّتي تتكوّر على الوقت رافضةً امتداده واتّصاله بالحياة.
في هذا الكتاب ثمّة طرق سفرِ غير منظورةِ، تأخذ القارئ في رحلة تجمع بين التّقرير المرجعيّ والتّصوير التّخييليّ إلى عوالم متعدّدة، تجعله يتنقّل رفقة الكاتب في رحاب كتب ٍ متنوّعةٍ يستلّ منها عددًا من الاقتباسات والنّصوص الّتي يتقاطع معها في مساربها الدّلاليّة والفكريّة.
أن «الأرض تحت الريح» سرد لتجربة متخيَّلة، وبعث لمشاهد متصوَّرة، بلغةٍ رشيقةٍ، شديدة الحساسية، مكتنزة بالمجاز والعاطفة والرؤى المختلفة.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات