إسبرطة
في قلب العصور الأولى، حيث كانت الفكرة تسبق القانون، وحيث الأسطورة توازي الحقيقة نهضت إسبرطة كمدينة استثنائية؛ حلمت بالمساواة،
وعاشت بالانضباط، وصاغت قوانينها كما يصوغ الحالم مدينته الفاضلة.”
لم تكن إسبرطة مجرد كيان عسكري صارم كما صوّرها الفيلم الشهير300، الذي خضع للرؤية الهوليوودية وأعاد تقديم المدينة على هيئة مسرح للبطولة البدنية والدعاية الحربية، بل كانت – في جوهرها – أول محاولة
واقعية لبناء “يوتوبيا” تقوم على المساواة، والانضباط والتقشف الجماعي.
يرى البعض فيها نموذجا للاستبداد والانغلاق، بينما يراها آخرون تجسيدًا نادرًا للتوازن الاجتماعي والتضامن الصارم. لكن ما يتفق عليه الجميع هو أن
إسبرطة تركت أثرًا لا يُمحى في الفلسفة، والسياسة، وتاريخ الأفكار.
ينطلق هذا الكتاب من سرد تجربة إسبرطة كما جسدها مشرعها الغامض ليكرجوس، الذي تتقاطع حوله الأسطورة بالتاريخ، ويطرح تساؤلات كبرى :
هل وجد ليكرجوس حقا؟ وهل كانت قوانينه ممكنة التطبيق في عالم البشر؟
يجرؤ أحد على تكراره؟
أم أن إسبرطة، بكل تناقضاتها كانت حلمًا أسبق من زمنه… حلما لا إسبرطة – يوتوبيات العصور الأولى ليس كتابًا عن الماضي فحسب، بل هو مرآة لأشواق الإنسان إلى مجتمع عادل، ونظام نقي، وفضيلة ممكنة….
ولو لبرهة.”

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات